من علامات الساعه انتشار الزنا
لحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبي الهدى والرحمة محمد بن
عبد الله رحمة الله المهداة ونعمته المسداة، وعلى آله وصحبه ومن اتبع
هداه إلى يوم الدين، أما بعد
علامة من علامات الساعة، وهي قبض العلم، وذلك من خلال حديث أنس رضي
الله عنه الذي قال فيه «لأحدثنّكم حديثًا
لا يحدثكم أحد بعدي؛ سمعت رسول الله يقول «من أشراط
الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل
الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد
وقد تبين معنا أن
المراد بأشراط الساعة علامات القيامة التي تسبقها، وتدل على
قربها وقيل هي العلامات التي تنكرها الناس من صغار أمورها قبل أن
تقوم الساعة.
ومعلومٌ أن الساعة إذا أُطلقت في القرآن
الكريم، فالمراد بها القيامة الكبرى؛ قال الله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا
الأعراف ، وقال تعالى
يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ الأحزاب ، وقال سبحانه اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ القمر
أقسام علامات
الساعة
تنقسم علامات الساعة إلى قسمين:
- علامات صغرى؛
وهي التي تسبق القيامة بأزمان بعيدة، وتكون من نوع المعتاد غالبًا كقبض العلم وظهور الجهل، وشرب
الخمر، ونحو ذلك، وقد يتأخر ظهور بعضها؛ فتكون مصاحبة للأشراط الكبرى أو بعدها
العلامات
الكبرى وهي الأمور العظيمة التي تظهر قريبًا من قيام الساعة، والغالب فيها أن تكون غير معتادة؛
كظهور الدجال، ونزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها إلى
غير ذلك .
وهناك تقسيم آخر لعلامات الساعة؛ وذلك من حيث ظهور تلك العلامات؛
فبعض العلماء قسّمها إلى ثلاثة أقسام :
قسم ظهر
وانقضى؛ كبعثة النبي محمدٍ ، وكموته صلوات الله وسلامه عليه، وفتح بيت المقدس،
وغير ذلك .
قسم ظهر ولا
يزال يتتابع ويكثر، كشرب الخمر، وظهور الزنا، وكثرة النساء، وقلة الرجال، إلى غير
ذلك.
قسم لم يظهر
إلى الآن كخروج الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج.
فشو الزنا وانتشاره من أشراط الساعة
أخبر النبي كما في
حديث أنس رضي الله عنه الذي معنا أن ذلك من أشراط الساعة،
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «سيأتي على الناس
سنواتٌ خدَّاعات » فذكر الحديث، وفيه «وتشيع فيها الفاحشة» أخرجه
الحاكم وقال صحيح
الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي .
وأعظم من ذلك استحلال الزنا؛ فقد جاء في
صحيح البخاري عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول «ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف».
وقد تبجح بعض أهل زماننا وافتخر بأن
لابنته صديقًا كما أن لابنه صديقة، وعبّر عن المتعة الجنسية بين الشاب والفتاة والرجل والمرأة بأنها لا تزيد
على ما يشعر به المرء
عندما يشرب فنجانًا من القهوة أو كوبًا من الشاي، فهل يوجد في مثل هذا غضاضة حتى وصل الأمر إلى
انتشار الزنا وظهوره، حتى بين المحارم، وذلك دليل فساد الزمان وتدهور أخلاق أهله، والسبب في ذلك الجهل
بالدين، وسوء الخُلق،
وضياع الأمانة، وفشو الخيانة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
.
وقد أخبر النبي عن ارتكاب الزنا في
الطرقات علنًا في آخر الزمان، ويبدو والله أعلم أن ذلك يكون بعد ذهاب المؤمنين، حين لا يبقى إلا شرار الخلق
يتهارجون تهارج
الحُمُرِ، كما جاء ذلك مصرحًا به في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجال وصفته، وفي آخر
الحديث قال « فبينما هم كذلك؛ إذ بعث الله ريحًا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم،
ويبقى شرار الناس،
يتهارجون فيها تهارج الحُمُر، فعليهم تقوم الساعة» مسلم
.
قال الإمام النووي
في شرح الحديث قوله «يتهارجون تهارج الحُمُرِ» أي يجامع الرجال النساء
علانية بحضرة الناس، كما تفعل الحمُرُ ولا يكترثون لذلك، والهرْجُ
الجماع وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث وأصل الهَرْج
الكثرة في الشيء والاتساع، قال ومنه حديث أبي الدرداء «يتهارجون
تهارج البهائم» أي يتسافدون يزنون.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال
«والذي نفسي بيده؛ لا تفنى هذه
الأمة
حتى يقوم الرجل إلى المرأة، فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط» أخرجه أبو
يعلى في مسنده حديث وصححه الألباني في الصحيحة.
قال القرطبي في «المفهم» عند حديث أنس
المذكور في أول المقال في هذا الحديث عَلَم من أعلام النبوة؛ إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت، خصوصًا في هذه
الأزمان إذا كان بعض
هذه المفاسد حصل في زمان القرطبي فما بالنا بزماننا هذا والله المستعان
تحريم الإسلام للزنا
هذا يحدث في أزمان
مختلفة، ويفشو ويظهر في آخر الزمان، مع أن الله تبارك وتعالى حرّم
الزنا تحريمًا قاطعًا، بل سدَّ الطرق المؤدية إليه، وأحاط
المجتمع بسياج من العفة والفضيلة؛ حرّم الله تعالى الزنا في كتابه
وعلى لسان نبيه صلوات الله وسلام عليه؛
فقال سبحانه وتعالى وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا
إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً الإسراء، وقال تعالى
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ
تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا
طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ النور ، وقال سبحانه وَالَّذِينَ
لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ
يَزْنُونَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا الفرقان، إلى غير ذلك من
الآيات
وأما الأحاديث
فهي كثيرة جدًّا؛ منها
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زانٍ، ومَلِك
كذابٌ، وعائلٌ مستكبر»
مسلم ففي هذا الحديث بيان عقابهم الأخروي
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما أنه قال جاءت أميمة بنت رقية إلى رسول الله تبايعه على الإسلام، فقال «أبايعك على ألا تشركي بالله شيئًا، ولا تسرقي ولا تزني، ولا تقتلي
ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورِجليك، ولا تنوحي، ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى» رواه أحمد
، والترمذي، وقال حسن صحيح، والنسائي،
والطبراني وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني ورجاله ثقات فيه نهي عن الزنا .
حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت
خسفت الشمس على عهد رسول الله الحديث، وفيه قال «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان
لموت أحد ولا
لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلوا وتصدقوا»، ثم قال «يا أمة محمد، والله ما من أحد
أغير من الله أن يزني عَبْدُه أو تزني أَمَتُه، يا أمة محمد، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم
كثيرًا» البخاري، مسلم في هذا الحديث تنفير عن
الزنا.
حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال إن
النبي قال لنا ذات غداة «إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت
معهما، وإنا أتينا على
رجل مضطجع » الحديث، وفيه وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فهم الزناة
والزواني » البخاري ، مسلم في هذا بيان العذاب الأخروي
]حديث أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله
عنهما قالا كنا عند النبي ، فقام رجل فقال أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خَصْمُه وكان أفقه
منه فقال اقض بيننا بكتاب الله، وائذن لي،
قال «قل» قال إن ابني كان عسيفًا أي أجيرًا على هذا، فزنى بامرأته، فافتديتُ منه بمائة شاة وخادم، ثم
سألت رجالاً من أهل
العلم، فأخبروني أن على ابني جَلْد مائة وتغريب عام، وعلى امرأته الرجم، فقال النبي «والذي نفسي
بيده لأقضين بينكما بكتاب الله جل ذكره، المائة شاة والخادم رَدٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب
عام، واغد يا أُنيس على
امرأة هذا؛ فإن اعترفتْ؛ فارجمها» فغدا عليها فاعترفت فرجمها البخاري، مسلم فيه بيان العقوبة
الدنيوية مفصلة بجلد غير المحصن، ورجم المحصن .
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله «لا يزني العبدُ حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن، ولا
يقتل حين يقتل وهو
مؤمن» قال عكرمة قلت لابن عباس كيف يُنزع الإيمان منه؟ قال هكذا، وشبَّك بين أصابعه ثم أخرجها،
فإن تاب عاد إليه هكذا وشبًّك بين أصابعه البخاري وقد أخرجاه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فيه نفي
الإيمان عن الزاني حين
يزني.
حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال قال
رجل يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ قال «أن تدعو لله ندًّا وهو خلقك»، قال ثم أي؟ قال «ثم أن تقتل
ولدك؛ خشيةَ أن
يَطْعَم معك» قال ثم أي؟ قال «ثم أن تُزَاني حليلة جارك» فأنزل الله تصديقها وَالَّذِينَ لاَ
يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ
وَلاَ يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا الفرقان الآيات البخاري، مسلم فيه بيان أن الزنا من أعظم
الذنوب
حديث أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي
الله عنها قالت قال رسول الله «لا تزال أمتي بخير ما لم يَفْشُ فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا؛
فأوشك أن يعمهم الله
بعذاب» أحمد وقال الألباني حسن لغيره فيه بيان انتشار ولد الزنا بانتشار ولد الزنا
التدابير
الواقية من الوقوع في الزنا
حرم الإسلام
الزنا، ووضع دون الوصول إليه عقبات ومحاذير، ونهى عن الوسائل المؤدية إليه، ومن
هذه الوسائل
تحريم الاختلاط
حرّم اختلاط الرجال
بالنساء من غير المحارم؛ فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن
رسول الله قال «إياكم والدخول على النساء» فقال رجل من الأنصار يا
رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال «الحمو
الموت» البخاري ، مسلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تقدير
الكلام اتقوا أنفسكم أن تدخلوا على النساء، والنساء أن يدخلن عليكم، وفي رواية ابن وهب بلفظ «لا تدخلوا
على النساء»، وتضمن منعُ الدخول منعَ
الخلوة بطريق الأولى وقال الإمام النووي في هذا الحديث تحريم الخلوة والاختلاط جميعًا ونلاحظ هنا أنه لما
سُئل عن الحمو وهو أخو
الزوج وابن عمه وابن عمته وابن خاله وابن خالته، وابن أخيه وابن أخته سماه الموت؛ لخطورة دخوله
على المرأة وخلوته بها؛ إذ يمكن أن يُؤْمَن على أنه أحد الأقارب؛ فيترتب على دخوله مفاسد وفتن لا تُؤمن عقباها، وكم رأينا وسمعنا عن فتن كان
أخو الزوج أو قريبه سببًا فيها والله المستعان
تحريم التبرج
[b]الإسلام حرّم التب:رج على النساء، قال تعالى
وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ
الأُولَى الأحزاب ، والتبرج هو أن تخرج المرأة من بيتها متزينة متعطرة، كاشفة عن شيء من جسدها كما هو حال كثير من النساء
اليوم فتحدث بهن
الفتنة، بل إن هناك من وسائل الإعلام ما تظهر فيهما صورة المرأة وهي متزينة كأكثر ما تكون الزينة
وأبهاها، وفي حالة ربما لا تكون عليها لزوجها في بيتها، ولا شك أن خروج النساء بهذه الصورة ومخالطتهن
للرجال، بل ومزاحمتهن لهم
في جميع ميادين العمل، لا شك أن ذلك مما يؤدي إلى الفتن وارتكاب الفواحش، وإشاعتها في المجتمع، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم.
وقد نهى الله تعالى النساء عن إبداء
الزينة فقال تعالى وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ
أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ
لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا
يُخْفِينَ مِنْ
زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ النور فأين نساء مجتمعات
المسلمين من هذه
التعليمات الربانية؟.
فرض الحجاب على النساء
فرض الله تعالى الحجاب على النساء، وذلك
من أسباب حفظ المجتمع من الفواحش الظاهرة والباطنة، قال ربنا تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
قُلْ لأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى
أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا الأحزاب هذا نص واضح في أمر
النساء بالحجاب
والتستُّر وعدم السفور، ومع ذلك فإن هناك من يُفْتُون الناس بأن الحجاب خاصّ بنساء الرسول صلى الله
عليه وسلم.
وأنت ترى الآية توجّه الخطاب لرسول الله أن
يأمر زوجاته وبناته ونساء المؤمنين، فنساء المؤمنين داخلات في الخطاب بالنص؛ فيشملهن الأمر
غض البصر
أمر الإسلام كلاً من الرجال والنساء بغض
البصر، فقال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقال وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن
ويحفظن فروجهن النور
ومنع خضوع النساء بالقول فقال تعالى ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ، ومنع مصافحة الرجل
للمرأة، إلى غير ذلك من التدابير الواقية للمجتمع من الوقوع في الفاحشة، فضلاً عن فشوها وانتشارها.
فلو تمسك المسلمون بتعاليم دينهم لطهُرت
مجتمعاتهم، وعفَّ الرجال والنساء، وعاش الكل في أمن وأمان، فإذا فسد الحال وتغيرت أمور المسلمين
وانتشرت فيهم
الفاحشة؛ دل
ذلك على تغيُّر الزمان وقرب قيام الساعة، ولن تقوم الساعة إلا على شرار الخَلق.
نسأل الله
تعالى ألا يجعلنا من شرار خلقه، وأن يباعد بيننا وبين الخطايا والذنوب كما باعد
بين المشرق والمغرب.
وصلى الله وسلم
وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
عدل سابقا من قبل صقر الاسلام في السبت يناير 01, 2011 8:08 pm عدل 2 مرات (السبب : تكبير الخط)