[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا. مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ﴾ (الأحزاب- 22\23)
قافلة الشهداء الحلقة رقم 11
إكرام ميوندي
40- الشهيد السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى
فاز بدرجة الشهادة العالية المجاهد المعروف، والشاب التقي، والبطل الشجاع، والأسد الغيور أخونا في الله السيد حيدر (آغا) بن الحاج السيد محمد أكرم بن السيد بير محمد رحمهم الله تعالى.
علما بأن كلمة " آغا" اسم صفة ، معناها في لغة الباشتون: السيد ، المحترم ، وينادى به الأب ، والرجل الموقر، ورجال من آل الرسول المعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
ولادته: ولد الشهيد السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى عام/1389هـ الموافق 1969م في قرية (سبيد روان) مديرية (بنجوائي) من توابع ولاية (قندهار) التي تقع في الجنوب من البلاد، تجاورها غربا ولاية هلمند، وشرقا ولاية زابول.
نسـبه: كان الشهيد السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى ينتمي إلى بيت شريف في عشيرة آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهى تنتسب إلى قبيلة قريش من القبائل العربية الأصيلة.
مكانة تلك العشيرة في المجتمع الأفغاني
إن عشيرة آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عشيرة موقرة ولها مكانتها ومنزلتها بين قبائل الباشتون على الخصوص، وبين جميع قبائل المنطقة على العموم؛ ولذا يُدْعَوْنَ إلى الاشتراك في كل المناسبات المهمة مثل مجالس الأفراح والمصائب وإصلاح ذات البين وغيرها، ولهم مساهمات بارزة سديدة، ومواقف شجاعة وشريفة في جميع أدوار الجهاد المقدس الأفغاني، ومساهمات تلك القبيلة في الجهاد المقدس ضد الصليبيين الأمريكان وأذنابهم تعد من أفضل مفاخرها وأحسنها.
ويلقب كل واحد من رجال تلك العشيرة بلقب (سيد) و (آغا) يعني سيد الناس ورئيسهم، وفي بعض المناطق ينادون بلقب (مير) و(باتشا) يعني الأمير والملك.
وتلك العشيرة المباركة اندمجت تماما في قبائل المنطقة سيرة وأخلاقا، موتا وحياة، لغة ولهجة، لباسا وهيئة حتى تعد من قبائل الباشتون في المناطق التي يعيش فيها الشعب الباشتوني، وهكذا في سائر المناطق.
نشـأته: إن الشهيد السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى نشأ في أسرة كريمة ذات الديانة والشرف، وترعرع في جو مفعم بالحب والإيمان، وكانت آباؤه وأجداده وجد أبيه من الصالحين والأتقياء السالكين.
وبدأ أخونا السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى من صغره يتعلم العلوم الشرعية والعربية في مساجد المنطقة، واستمر في طلب العلوم الإسلامية حتى بلغ عنفوان الشباب، ثم بادر إلى الجهاد المقدس ضد الاحتلال السوفياتي، وانضم إلى جبهة القائد الشهير حينئذٍ والبطل المقدام الشهيد "لالا ملنك" رحمه الله تعالى، واستمر في هذا الدرب وثبت وصبر وصابر حتى استشهد في سبيل الله، ولقي ربه الكريم متخضبا بدمائه الذكية.
سيرته: كان الشهيد السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى أسمر اللون، ضخم الجسم، ربع القامة، حسن الخَلْق والخُلُق، قائدا مطيعا، وشجاعا شديدا، وبالجملة كان محمود السيرة، قوي الإرادة، ورجلا صالحا يعتمد عليه صدقا وأمانة وعقيدة.
خلفـه: خلف الشهيد السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى أولاده الصغار: بنتين وسبعة أبناء: روح الله (15-سنة) وثناء الله (10-سنوات) ومبارك الله (8-سنوات) وأسد الله (5-سنوات) وإحسان الله (4-سنوات) وشمس الله (ابن سنتين) ومحب الله (ابن سنة) وكذا خلف إخوانه الأشقاء كلهم من عباد الله الصلحاء، كما خلف آلافا من المجاهدين من تلاميذه يتبعون خطواته ويجاهدون في سبيل الله.
جهاده: سبق أن الشهيد السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى ساهم في الجهاد المقدس إبان الاحتلال السوفياتي في جبهة القائد الشهير والبطل الشهيد "لالا ملنك" رحمه الله تعالى وهو شاب حدث، كما ساهم في الجهاد ضد الفساد في عهد الإمارة الإسلامية تحت قيادة القائد الشهير الشهيد الملا محمد، ثم عين مساعدا للواء الدبابات، ثم وسد له قيادة فرقة 16- بالنيابة في العاصمة "كابول". وعند بدأ الاحتلال الصليبي الأمريكي الراهن بادر إلى الجهاد المقدس من أول يوم، ولم يألو جهدا في دحر الأعداء وزجرهم.
وقد أصيب بجروح خطيرة ثلاث مرات في عهد الاحتلال الصليبي، ومرة في عهد الطالبان، لكنه عاد إلى مهمته الجهادية بعد الشفاء، وكانت شظيات القنابل والقذائف في جسده رأسه وكليته والأعضاء الأخرى.
استشهاده: وأخيرا نال سيدنا القائد الشجاع والبطل السيد حيدر (آغا) رحمه الله تعالى أمنيته واستراح للأبد يوم الأحد (02-شعبان-1427هـ الموافق/27-أغسطس-2006م) في مديرية (بنجوائي). إنا لله وإنا إليه راجعون.
وتجدر الإشارة إلى أن ابنه السيد روح الله (18-سنة) وابن أخيه السيد خليل أحمد (18-سنة) بن الحاج أحمد بن الحاج محمد أكرم استشهدا معا بعد شهادته بأربعة أشهر تقريبا، وذلك في ليلة الخميس (24-ذو القعدة-1427هـ الموافق/14-12-2006م) كما استشهد معهما قائد المجاهدين الملا شير جان (مستيري) رحمهم الله تعالى.
*****
41- الشهيد الحاج الملا شير محمد جان (مستيري) رحمه الله تعالى
فاز بدرجة الشهادة العالية المجاهد الغيور، والقائد الشهير، والبطل المقدام أخونا في الله الحاج الملا شير محمد جان وكان معروفا بـ "الملا شير جان" (مستيري) بن الحاج محمد حكيم بن الحاج محمد قيوم رحمهم الله تعالى.
ولادته: ولد الشهيد الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى عام/1382هـ الموافق/1962م في قرية (باشمول) من مضافات مديرية (زيراي-قندهار).
نسـبه: كان الشهيد الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى ينتسب إلى بيت شريف في قبيلة (علي زاي) وهى من قبائل الباشتون المشهورة.
نشـأته: إن الشهيد الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى نشأ في بيت شريف، وجو مفعم بالحب والإيمان، وترعرع على حب العلم والجهاد، وجعل في صباه يتعلم العلوم الإسلامية فينتقل بين المساجد من منطقة إلى أخرى كما هو نهج طلاب العلم في بلادنا ؛ ولما بلغ عنفوان الشباب بادر إلى الجهاد المقدس ضد الاحتلال السوفياتي، فثبت وصبر وصابر حتى استشهد في سبيل الله ولقي ربه الكريم متخضبا بدمائه الطاهرة.
سيرته: كان الشهيد الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى أسمر اللون، ربع القامة، حسن الخلق والخلق، قائدا مطاعا، شجاعا متواضعا، محمود السيرة، راسخ العقيدة وقوي الشكيمة.
خلفـه: خلف الشهيد الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى بعده أولاده الصغار: خمس بنات وثلاثة أبناء: أكبرهم جان محمد يناهز (13-سنة) وأوسطهم خواجه محمد (9-سنوات) وأصغرهم حمد الله (6-سنوات) كما خلف أخاه الكبير خان محمد (خان أكا) وعائلة كبيرة، وكذا خلف ورائه جبهة قوية، ومئات من تلاميذه المجاهدين الذين يضحون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
جهاده: إن الشهيد الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى ساهم في الجهاد المقدس في عهد الاحتلال السوفياتي تحت قيادة القائد الشهير " مُعَلِّمْ بَيْدَا " إلى أن هزم الله الأعداء، وانمحى بفضل الله العظيم الاتحاد السوفياتي عن خرطة العالم، وفرق الله تبارك وتعالى الجيش الأحمر الجرار وشتت شملهم بيد عباده المجاهدين.
ولما بدأت الحركة الإسلامية الإصلاحية على أيدي الطالبان بقيادة أمير المؤمنين الملا محمد عمر (مجاهد) حفظه الله تعالى بادر أخونا (مستيري) من أول الوهلة إلى صف الجهاد المقدس ضد الفساد، وانضم إلى قيادة القائد الشهير عبد الله آغا (تورك آغا) حفظه الله تعالى، وساهم في كثير من فتوحات جيش الإمارة الإسلامية آنذاك.
وقد فاز الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى على مناصب كثيرة رفيع المستوى في حكومة الإمارة الإسلامية، فعلى سبيل المثال: فوض إليه مسؤولية بلدية ولاية خوست بالنيابة، ثم كان مدير الانتقالات في رئاسة الهلال الأحمر الأفغاني في مدينة كابول العاصمة، ثم كان مسؤولا للواء جهادي خاص.
ولما احتلت البلادَ القواتُ الصليبية بقيادة أئمة الكفر (بوش وبلير وغيرهما) أراد أمير المؤمنين حفظه الله تعالى الكرة على أعداء الله المعتدين، وأصدر أمره الكريم بإقامة فريضة الجهاد، فأسرع سيدنا الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى إلى الجهاد المقدس، واشترك في المعارك العنيفة بالصبر والثبات، فلذا وسد له قيادة المعارك في مديرية (بنجوائي-قندهار) ثم كان مسؤولا عسكريا للمنطقة الوسيعة المشتملة على عدد من المديريات إلى يوم استشهاده، وكان له قدم صدق في الجهاد المقدس، وردع أعداء الله الصليبيين ودفع حملاتهم العسكرية.
محنته: حُبس الملا شير جان (مستيري) في بداية الاحتلال الأميركي من قبل الضابط أكرم قائد شرطة قندهار في الإدارة العميلة، ثم أطلق سراحه بفضل الله العظيم ليخدم الإسلام والمسلمين ببطولاته الجهادية، وأصيب بعده بجروح مرتين في صدره وفخذه، ثم شفاه الله تعالى عاجلا وعاد سريعا إلى خندق القتال بدون الضعف والاستكانة.
استشهاده: استشهد سيدنا القائد البطل الملا شير جان (مستيري) رحمه الله تعالى في الساعات الأخيرة من ليلة الخميس (24-ذو القعدة-1427هـ الموافق/14-12-2006م واستشهد معه خمسة وعشرون آخرون من خيار المجاهدين، كما استشهد معه العالم الرباني وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المولوي "محمد ولي" رحمه الله تعالى، وذلك عندما قصفت مقاتلات العدو الغاشم مركز المجاهدين بين سياتشوى وباشمول بمديرية [زيراي] من مضافات ولايـة قندهار. إنا لله وإنا إليه راجعون.
*****
42- الشهيد الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى
فاز بدرجة الشهادة العالية المجاهد الكبير، والقائد الشهير، والشاب الغيور، البطل المقدام، والباسل الطموح أخونا في الله الحاج نصر الدين بن الحاج عبد الله جان بن الحاج محمد مجيد رحمهم الله تعالى.
ولادته: ولد الشهيد الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى عام (1395هـ الموافق 1975م) في قرية (شَرْخَكِيَان) من مضافات مديرية (سنكين-هلمند).
نسـبه: كان الشهيد الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى ينتسب إلى بيت شريف في قبيلة (اسحاق زاي) وهى من قبائل الباشتون المشهورة.
نشـأته: إن الشهيد الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى نشأ في بيت شريف، وجو مفعم بالحب والإيمان، وترعرع على حب الإسلام والجهاد في سبيله، وجعل في صباه يخدم والديه ويساعد أباه في مجال الزراعة والشؤون الاجتماعية والفردية ؛ ولما بلغ عنفوان الشباب بادر إلى الجهاد المقدس ضد الفساد في صف الطالبان، فثبت وصبر وصابر حتى استشهد في سبيل الله ولقي ربه الكريم متخضبا بدمائه الطاهرة.
سيرته: كان الشهيد الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى حسن الخلق والخلق، قائدا حبيبا، وبطلا متواضعا، محمود السيرة، صحيح العقيدة وقوي الشكيمة.
خلفـه: خلف الشهيد الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى بعده والدين عجوزين وأولاده الصغار: ثلاث بنات وابنين: أكبرهما عبد الأحد (10-سنوات) وأصغرهما عبد الهادي (7-سنوات) كما خلف أخاه المولوي سعد الدين الذي استشهد بعده بأربعة أشهر تقريبا، وكذا خلف ورائه جبهة قوية، ومئات من تلاميذه المجاهدين.
جهاده: إن الشهيد الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى ساهم في الجهاد المقدس في عهد الإمارة الإسلامية تحت قيادة القائد الشهير الحاج الملا عبد الرحيم، فكان رحمه الله تعالى مع حداثة سنه بطلا في المعارك وشجاعا عند اللقاء.
ولما احتلت البلادَ القواتُ الصليبية بقيادة أئمة الكفر أراد أمير المؤمنين حفظه الله تعالى الكرة على أعداء الله المعتدين، وأصدر أمره الكريم بإقامة فريضة الجهاد، فبادر سيدنا الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى إلى الجهاد المقدس ضد الاحتلال الصليبي الغاشم، واشترك في المعارك العنيفة، وقتل أول جندي أمريكي في مديرية (سنكين) وفاز على منصب قيادة المجاهدين بالنيابة في تلك المديرية.
محنته: حُبس الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى خمس مرات: مرة في سجن الأمريكان، وأربع مرات في سجن عملائهم، ونجاه الله تعالى في كل مرة بفضله العظيم ليبتليه بلاء حسنا، فوفقه للعود إلى العمل الإسلامي ؛ وكذا أصيب ثلاث مرات بجروح خطيرة بالقصف الأمريكي العشوائي، وشفاه الله تعالى وعاد إلى خندق القتال بعد ما أصابه القرح بدون الضعف والاستكانة.
وهكذا استشهد أخوه الكبير جمال الدين في عصر الاحتلال السوفياتي، كما استشهد أخوه المولوي سعد الدين بعد شهادته بأربعة أشهر فحسب.
استشهاده: استشهد سيدنا القائد البطل الحاج نصر الدين رحمه الله تعالى يوم الأحد (05-صفر-1427هـ الموافق/05-03-2006م) أثناء معركة ساخنة في ساحة عمله ضد عملاء أعداء الله الصليبيين. إنا لله وإنا إليه راجعون.
*****
43- الشهيد الحاج المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى
نال درجة الشهادة العالية المجاهد الكبير، والقائد البطل، والعالم التقي، والداعي الغيور أخونا في الله الحاج المولوي سعد الدين بن الحاج عبد الله جان بن الحاج محمد مجيد رحمهم الله تعالى.
ولادته: ولد الشهيد المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى عام (1392هـ الموافق 1972م) في قرية (شَرْخَكِيَان) من مضافات مديرية (سنكين-هلمند).
نسـبه: كان الشهيد المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى ينتسب إلى بيت شريف في قبيلة (اسحاق زاي) وهى من قبائل الباشتون المشهورة.
نشـأته: إن الشهيد الحاج المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى نشأ في بيت شريف، وجو مفعم بالحب والإيمان، وترعرع على حب الإسلام والجهاد في سبيله، وجعل في صباه يتعلم العلوم الإسلامية فينتقل بين المساجد من منطقة إلى أخرى كما هو النظام السائد لطلاب العلم في بلادنا حتى تخرج من المدرسة العربية "دار الحديث رحمانية" في منطقة خانوزاي عام/1420هـ ؛ لكنه رحمه الله تعالى رغم اشتغاله بالدرس والتدريس والتعلم والتعليم كان يساهم في الجهاد المقدس ضد الاحتلالات الأجنبية، فثبت وصبر وصابر حتى استشهد في سبيل الله ولقي ربه الكريم متخضبا بدمائه الطاهرة.
سيرته: كان الشهيد الحاج المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى حسن الخلق والخلق، قائدا حبيبا، وداعيا متواضعا، وعالما فقيها، محمود السيرة، وحميد السريرة.
خلفـه: خلف الشهيد المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى بعده والدين عجوزين وأولاده الصغار: أربع بنات وابنه الوحيد إحسان الله (7-سنوات) كما خلف ورائه عائلة مؤمنة وجبهة قوية، ومئات من تلاميذه المجاهدين.
جهاده: إن الشهيد المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى ساهم في الجهاد المقدس في عهد الاحتلال السوفياتي، وكان في عهد حكومة الإمارة الإسلامية مديرا لمدرسة شرعية في مديرية (سنكين)، وفي عهد الاحتلال الصليبي كان رحمه الله تعالى يدرس للطلاب ويساهم في الجهاد المقدس ضد أعداء الله الأمريكان تحت قيادة أخيه -الأصغر منه سنا- القائد الشهيد الحاج نصر الدين.
ولما استشهد أخوه القائد البطل نصر الدين أخذ راية الجهاد وقيادة الجبهة، وتلألأ نجمه وشاع صيته، ودخل المعارك بشجاعته الإيمانية، فكان صدوقا عند اللقاء، وصبورا في الشدائد.
استشهاده: استشهد سيدنا القائد البطل الحاج المولوي سعد الدين رحمه الله تعالى مع عشرة آخرين من أولياء الله المجاهدين يوم الأحد (06-جمادى الثانية-1427هـ الموافق/02-07-2006م) أثناء معركة شديدة اندلعت في (سنكين) ضد أعداء الله الصليبيين.
علما بأنه استشهد أخوه الكبير جمال الدين في عصر الاحتلال السوفياتي، كما استشهد أخوه نصر الدين قبل شهادته بأربعة أشهر فحسب، وباستشهاده فقد الوالدان الصابران أبنائهما الثلاثة رجاء أن يتقبل الله منهم تضحياتهم وصالح أعمالهم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
*****
44- الشهيد الملا لعل جان (آغاجان) رحمه الله تعالى
نال درجة الشهادة العالية المجاهد الكبير، والقائد البطل، والشاب الغيور، وسيدنا الشجاع وأخونا العزيز الملا لعل جان (آغا جان) بن الملا علي محمد بن الحاج الملا شاه سوار رحمهم الله تعالى.
ولادته: ولد الشهيد الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى عام (1392هـ الموافق/ 1972م) في قرية (قلعه نو) من مضافات مديرية (خانشين-هلمند).
نسـبه: كان الشهيد الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى ينتسب إلى بيت شريف في قبيلة (اسحاق زاي) وهى من قبائل الباشتون المشهورة.
نشـأته: إن الشهيد الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى نشأ في بيت شريف، وجو مفعم بالحب والإيمان، وترعرع على حب الإسلام والجهاد في سبيله.
وقد هاجرت أسرته إبان الاحتلال السوفياتي إلى باكستان وهو صغير، واختارت السكنى في مخيم (غِرْدِيْ جَنْغَلْ) في بلوشستان، فجعل في سنه المبكر يتعلم العلوم الإسلامية في دار الهجرة، والتحق بمدرسة (اسحاقية) في منطقة (شرين آب) ؛ ولما بلغ عنفوان الشباب بادر إلى الجهاد المقدس ضد الاحتلال السوفياتي، فثبت وصبر وصابر حتى استشهد في سبيل الله ولقي ربه الكريم متخضبا بدمائه الطاهرة.
سيرته: كان الشهيد الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى حسن الخلق والخلق، قائدا حبيبا، محمود السيرة، وحميد السريرة.
خلفـه: خلف الشهيد الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى بعده والدته عجوزة وابنه الصغير سيد آغا (4-سنوات) كما خلف ورائه ثلاثة من إخوانه الأشقاء وعائلة مؤمنة وجبهة قوية، ومئات من تلاميذه المجاهدين.
جهاده: إن الشهيد الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى ساهم في الجهاد المقدس في عهد الاحتلال السوفياتي وهو شاب حدث (18-سنة) فانضم إلى جبهة بقيادة القائد المعروف الملا شعل، وقد اشترك في المعركة الشديدة التي سمتها الأعداء آنذاك باسم "بنجاب" وبانت بطولته من ذلك اليوم، وظهرت شجاعته في تلك المعركة.
فلما هزم الله تعالى الأحزاب وحده، ونصر جنده، وأعز المسلمين عاد سيدنا الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى إلى بلده واشتغل بتربية أسرته وشؤونه الخاصة، لكن أوضاع البلاد المتدهورة كانت تؤذيه وكان يهمه أمر المسلمين.
ولما بدأت الحركة الإسلامية الإصلاحية على أيدي الطالبان بقيادة أمير المؤمنين الملا محمد عمر (مجاهد) حفظه الله تعالى بادر أخونا الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى مرة أخرى إلى صف الجهاد المقدس ضد الفساد، وانضم إلى قيادة القائد الشهيد الملا غلام، وعندما استشهد القائد الملا غلام في ولاية (نيمروز) أخذ راية جهاده زميله الملا عبد الستار آغا، ثم استشهد هذا القائد في معركة باجرام شمال (كابول) العاصمة، فأخذ راية الجهاد سيدنا الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى بأمر الأمير واتفاق أركان الجبهة، فلذا وسد له مسؤولية قاعدة جوية في ولاية (كُنْدُوز) في شمال أفغانستان.
ثم قدر الله وما شاء فعل، فاحتلت القواتُ الصليبية المعتدية بقيادة أئمة الكفر والعدوان، وهاجمت بلادنا الحبيبة ظلما وعدوانا؛ فأراد أمير المؤمنين حفظه الله تعالى الكرة على أعداء الله الصليبيين المعتدين، وأعلن الجهاد المقدس ضد العدوان الأميركي السافر، فبادر أخونا وسيدنا الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى إلى الجهاد المقدس ضد الاحتلال الأميركي الغاشم، فاختار لجهاده -بإذن ولي الأمر- ولاية هلمند، وأبلاه الله بلاء حسنا، وقاد معارك شديدة، وأخيرا عين مسؤولا لمديرية (مرجه-هلمند)، فبدأ يخوض المعارك الدامية لدحر الأجانب والعملاء وطردهم من المنطقة، وكان موفقا في عمله الجهادي، وكان رحمه الله تعالى قائدا فطنا وبطلا مقداما.
استشهاده: استشهد سيدنا القائد البطل الملا لعل جان (آغا جان) رحمه الله تعالى يوم الأربعاء (15-ربيع الأول-1428هـ الموافق/02-مايو-2007م) وذلك حينما ذهب مع زملائه المجاهدين إلى منطقة (زير كوه) بولاية (فراه) ليساعدوا إخوانهم المجاهدين هناك، وعندما علمت الأعداء بمجيئ المدد ووصول القائد، وأنهم لا طاقة لهم بجند الله استغاثوا بالمقاتلات والقصف الجوي المكثف للمنطقة، فاستشهد القائد البطل مع ثلاثة من زملائه: الملا عبد الغفار/ الملا ميرويس/ الملا نعمة الله. إنا لله وإنا إليه راجعون.